في مرحلة ما أثناء الحمل، قد تشعرين بالفضول حول ما إذا كان ما شعرتِ به للتو هو جوع، غازات، أم حركة الجنين، الشعور بحركة طفلك أو ركلاته لأول مرة هو لحظة مثيرة للآباء المنتظرين.
في الأيام الأولى، وحوالي وقت إجراء أول صورة بالموجات فوق الصوتية، يمكن لطفلك الصغير أن يتحرك في أي وضعية يشاء هناك مساحة كبيرة يتحرك فيها بحرية ولكن مع نمو الجنين، يصبح من الصعب عليه تغيير وضعياته في الرحم، ويتطلب ذلك جهدا أكبر وركلات أكثر.
وضعية الجنين هو المصطلح العلمي الذي يشير إلى كيفية تموضع الجنين في الرحم، سواء كان على ظهره، أو رأسه للأسفل، أو في وضعية أخرى عادة، يشير مصطلح وضعية الجنين إلى الوضعية الكلاسيكية حيث يكون الجنين متكورا.
ما هي وضعية الجنين؟
وضعية الجنين تشبه شكل الحرف “C”، حيث يكون العمود الفقري منحنيا، الرأس متجها للأسفل، والذراعان والساقان قريبتين من الجسم على الرغم من أن الطفل يقوم بالتمدد، والركل، والتحرك كثيرًا داخل الرحم، إلا أن هذه الوضعية هي الأكثر شيوعا بالنسبة له معظم الوقت.
تعتبر وضعية الجنين عادة الأكثر راحة للطفل داخل الرحم وحتى بعد الولادة ومع اقتراب موعد الولادة، تكتسب هذه الوضعية أهمية خاصة لأنها تساعد الطفل في الاستعداد للوضع المثالي للولادة، مما يقلل من خطر حدوث أي تعقيدات أثناء الولادة.
داخل الرحم، تعني وضعية الجنين عادة أن الطفل يكون رأسه متجها لأسفل، ولكنه قد يكون أيضا في وضعية رأسه للأعلى أو حتى مستلقيا بشكل عرضي.
وضعية الجنين لا تقتصر على الأطفال في الرحم؛ فبعد الولادة، غالبا ما ترى طفلك يتخذ هذا الشكل الملتف كما أن الأطفال، وأحيانا الكبار، يلجؤون إلى هذه الوضعية للراحة وتهدئة النفس وهي أيضا الوضعية المفضلة لمعظم الناس للحصول على نوم مريح.
لماذا تعتبر وضعية الجنين عند الولادة مهمة؟
أثناء الولادة، يهدف الطبيب إلى ضمان ولادة طفلك بأمان والحفاظ على صحتك بعد الولادة قد تصبح الولادة الطبيعية أكثر صعوبة، أو حتى غير آمنة، إذا كان الجنين في وضعيات معينة.
ما هي أوضاع الجنين المختلفة؟
يمكن أن يتخذ الجنين داخل رحم الأم عدة أوضاع مختلفة قبل الولادة، وقد تؤثر هذه الأوضاع على طريقة الولادة إليك شرح بسيط لأهم أوضاع الجنين:
الوضع المثالي (الرأس لأسفل):
- هذا هو أفضل وضع للولادة الطبيعية في هذا الوضع، يكون رأس الجنين متجها للأسفل ووجهه للخلف باتجاه ظهر الأم عادة ما يكون ذقنه قريبا من صدره، مما يسهل خروجه أثناء الولادة.
الوضع المقلوب (الرأس لأسفل والوجه لأعلى):
- في هذا الوضع، يكون رأس الجنين للأسفل، لكنه يواجه بطن الأم بدلا من ظهرها، يعرف هذا الوضع أحيانا بـ “وضع الشمس المشرقة”، بالرغم من أنه قد يجعل الولادة الطبيعية أكثر صعوبة، إلا أنها تظل ممكنة في بعض الحالات.
وضعية المؤخرة (المقعدية):
في هذه الحالة، يكون الجنين جالسا داخل الرحم بدلا من أن يكون رأسه متجها للأسفل، هناك نوعان شائعان:
- الجنين يرفع ساقيه لأعلى بجانب رأسه.
- الجنين يجلس مع ثني ساقيه تحت جسمه.
الوضعية العرضية:
- يكون الجنين مستلقيا بشكل عرضي داخل الرحم، بحيث يكون جسمه أفقيا بدلا من أن يكون رأسه أو مؤخرته متجهين نحو قناة الولادة.
وضعية القدم أولا:
- في هذا الوضع، يدخل الجنين إلى قناة الولادة بقدمه أو قدميه بدلا من رأسه أو مؤخرته.
ماذا يعني ذلك بالنسبة للولادة؟
إذا كان الجنين في الوضع المثالي (الرأس لأسفل)، فإن الولادة الطبيعية تكون أكثر أمانا وسهولة لكن في الحالات الأخرى، مثل وضعية المؤخرة أو الوضع العرضي، قد تكون الولادة الطبيعية صعبة أو خطرة لذلك غالبا ما يوصي الطبيب بإجراء ولادة قيصرية لضمان سلامتك وسلامة طفلك.
ما هي وضعية الجنين المثالية؟
الوضع المثالي للجنين هو أن يكون رأسه متجها للأسفل، ووجهه نحو ظهر الأم، وذقنه مائلا إلى صدره تعرف هذه الوضعية باسم “الوضع الرأسي”، تعتبر هذه الوضعية الأكثر أمانا لأنها تقلل من المخاطر على الأم والجنين في العادة، يتحرك الجنين بشكل طبيعي إلى هذه الوضعية بحلول الأسبوع 36 من الحمل.
ما المقصود بموقف الجنين؟
موقف الجنين يشير إلى وضعية أجزاء معينة من جسمه، الوضع المثالي لموقف الجنين هو عندما:
- يكون ذقنه مائلا إلى صدره.
- تكون ذراعيه وساقيه مثنيتين نحو مركز صدره.
لكن في بعض الحالات، قد يكون الموقف غير مثالي، مثل أن يكون ذقن الجنين مائلا للخلف بدلا من أن يكون قريبا من صدره.
ما المقصود بوضع الجنين؟
وضع الجنين يشير إلى كيفية اصطفاف العمود الفقري للجنين مع عمود الأم الفقري في الوضع المثالي، يكون العمودان الفقريان مصطفين بشكل عمودي، بحيث يكون رأس الجنين متجها نحو قناة الولادة يعرف هذا بـ “الوضع الطولي”، أما إذا كان الجنين مستلقيا أفقيا عبر الرحم، يسمى ذلك “الوضع العرضي”.
وضعيات الجنين الغير طبيعية
هناك عدة وضعيات غير طبيعية للجنين داخل رحم الأم، قد تزيد من صعوبة الولادة أو تتطلب تدخلا طبيا خاصا من أبرز هذه الوضعيات:
وضعية المقعدية (Breech Position):
في هذه الوضعية، يكون رأس الجنين إلى الأعلى وأقدامه أو أردافه متجهة نحو قناة الولادة، تشمل أنواعها:
- المقعدية الكاملة يكون الجنين جالسا مع ثني الركبتين نحو الصدر.
- المقعدية الصريحة تكون أرداف الجنين نحو قناة الولادة مع مد الساقين نحو الأعلى.
- المقعدية القدمية يدخل أحد القدمين أو كلاهما قناة الولادة أولا.
الوضعية المستعرضة (Transverse Lie):
- يكون الجنين في وضعية أفقية داخل الرحم بحيث يكون ظهره أو جانبه متجها نحو قناة الولادة.
- هذه الوضعية تجعل الولادة الطبيعية شبه مستحيلة وتتطلب عادةً عملية قيصرية.
وضعية الوجه (Face Presentation):
- يكون وجه الجنين متجها نحو قناة الولادة بدلا من قمة الرأس.
- هذه الوضعية قد تجعل الولادة الطبيعية أكثر صعوبة.
وضعية الجبين (Brow Presentation):
- تكون جبهة الجنين متجهة نحو قناة الولادة، وهي وضعية غير مثالية لأنها قد تمنع رأس الجنين من المرور بسهولة.
وضعية الخلفية (Posterior Position):
- يعرف أيضا بوضعية “الشمس المشرقة” (Sunny Side Up)، حيث يكون رأس الجنين متجها نحو قناة الولادة ولكن وجهه نحو بطن الأم بدلا من ظهرها.
- قد تسبب هذه الوضعية آلاماً أكثر أثناء الولادة الطبيعية ولكنها ممكنة مع بعض التحديات.
ماذا يجب فعله؟
إذا كان الجنين في وضعية غير طبيعية قرب موعد الولادة، قد يقترح الطبيب بعض الخيارات مثل:
- محاولة تغيير وضعية الجنين يدويا (External Cephalic Version).
- اللجوء إلى الولادة القيصرية لتجنب المخاطر.
- مراقبة الوضعية بشكل دقيق عبر السونار خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل.
- التواصل مع الطبيب والالتزام بتعليماته يضمن سلامتك وسلامة طفلك أثناء الولادة.
كيف يمكن معرفة وضعية الجنين؟
يقوم الطبيب بفحص وضعية الجنين عن طريق لمس أو الضغط بلطف على أجزاء من بطنك أثناء زياراتك المنتظمة لفحوصات الحمل يتم ذلك غالبا خلال زيارات الثلث الثالث من الحمل إذا كان هناك شك في الوضعية، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء فحص بالأشعة الصوتية (السونار) للتأكد من وضعية الجنين.
هل الجنين معرض للخطر إذا كان في وضعية المقعدية؟
قبل الولادة، لا تشكل وضعية المقعدية أي خطر على الجنين ومع ذلك، قد تنطوي محاولة الولادة الطبيعية مع جنين في وضعية المقعدية على مخاطر معينة.
متى يجب أن يتحرك الجنين إلى وضعية الولادة؟
عادة، يتحرك الجنين إلى وضعية الولادة خلال الثلث الثالث من الحمل يحدث هذا غالبا في الأسابيع الأخيرة من الحمل، بين الأسبوعين 32 و36.
هل يمكن للطبيب تعديل وضعية الجنين قبل الولادة؟
طريقة التحريك اليدوي (التحويل الرأسي الخارجي)
هذه الطريقة يقوم بها الطبيب بلطف في المستشفى يضغط الطبيب بيديه على بطن الأم ليحرك رأس الجنين للأسفل عادة يتم هذا الأمر في الأسابيع الأخيرة من الحمل، بين الأسبوع 36 و38.
تمارين بسيطة يمكن للأم تجربتها:
يمكنك تجربة بعض التمارين التي قد تساعد الجنين على التحرك:
- اجلسي على يديك وركبتيك، وحركي جسمكِ بلطف إلى الأمام والخلف.
- استلقي على ظهرك وارفعي وركيك للأعلى بينما تكون قدماك على الأرض.
تحفيز الجنين للحركة:
يمكنك محاولة تحفيز الجنين على تغيير وضعه من خلال:
- تشغيل موسيقى بالقرب من بطنك.
- التحدث إلى الجنين بصوتك.
- وضع شيء بارد أعلى البطن لتشجيعه على التحرك للأسفل.
طرق أخرى:
- يمكن للطبيب أن يوصي بتقنيات خاصة مثل التدليك أو الإبر الصينية التي تساعد على استرخاء جسمكِ وتسهيل حركة الجنين.
- يجب دائما استشارة الطبيب قبل تجربة أي شيء جديد.
هل يمكن للجنين أن يتحرك من تلقاء نفسه؟
كيف تتم الولادة إذا كان الجنين في وضعية غير طبيعية؟
ما الذي يزيد من احتمالية وجود وضعية خطرة للجنين؟
هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر وجود وضعية غير طبيعية للجنين، مثل:
- الولادة المبكرة: إذا حدثت الولادة قبل موعدها، قد لا يكون لدى الجنين وقت كاف لتغيير وضعه إلى الوضع المثالي.
- مشكلات في المشيمة: مثل المشيمة المنزاحة أو انفصال المشيمة، وهذه الحالات قد تمنع الجنين من التحرك للوضعية الصحيحة.
- الحمل المتعدد: إذا كنت حاملاً بأكثر من جنين، فقد يكون من الصعب على كل جنين أن يأخذ الوضعية الصحيحة.
- شكل غير طبيعي للرحم: الرحم عادة يكون على شكل كمثرى مقلوبة، وإذا كان شكله مختلفًا، قد لا يكون هناك مساحة كافية لتحرك الجنين إلى الوضعية المثالية.
الوضعيات التي قد تحتاج إلى جراحة أثناء الولادة
في بعض الحالات، يمكن أن تكون وضعية الجنين أثناء الولادة سببا لإجراء عملية قيصرية (جراحة ولادة) إليك أبرز الوضعيات التي قد تستدعي ذلك:
الوضعية المقعدية:
- عندما يكون الجنين جالسا، بحيث تكون قدماه أو مؤخرته في اتجاه قناة الولادة بدلا من رأسه.
- تعتبر هذه الوضعية صعبة للولادة الطبيعية بسبب احتمالية حدوث مضاعفات.
الوضعية العرضية (الجانبية):
- عندما يكون الجنين مستلقيا بشكل عرضي في الرحم بدلا من وضعه الطولي.
- هذه الوضعية تجعل الولادة الطبيعية مستحيلة تقريبا وتحتاج إلى تدخل جراحي.
وضعية القدم (Footling Breech):
- عندما تدخل إحدى القدمين أو كلاهما إلى قناة الولادة أولا.
- تزيد هذه الوضعية من مخاطر الولادة الطبيعية بسبب احتمال حدوث إصابات للأم أو الجنين.
الوضعيات المعقدة بسبب مشاكل في الحبل السري أو المشيمة:
- مثل التفاف الحبل السري حول الجنين أو وجود المشيمة المنزاحة (Placenta Previa) التي تغطي عنق الرحم.
أهمية العملية القيصرية في هذه الحالات
ملاحظة من الطبيب
إذا علمت أن جنينك في وضعية مقعدية أو معقدة قبل الولادة، فمن الطبيعي أن تشعري بالقلق حيال ذلك لا بأس أن تكون لديك أسئلة أو مخاوف بشأن تأثير وضعية الجنين عليك وعلى طفلك.
قد تكونين قد خططتِ مسبقا لخطة ولادة، وهذه الخطة يمكن أن تساعدك عند مناقشة تجربتك مع طبيبك سيقوم الطبيب بتوجيهك ليس فقط لتحقيق خطتك المثالية، بل لوضع خطة طوارئ أيضا.
تذكري أن الأمور يمكن أن تتغير بسرعة أثناء الولادة قد لا تكون العملية القيصرية جزءا من خطتك الأصلية، ولكن الهدف الأساسي هو ولادة طفلك بأمان والحفاظ على صحتك لا تترددي في التحدث مع طبيبك بشأن أي أسئلة أو مخاوف لديك حول وضعيات الجنين.