تتنوع الأمراض الجلدية التي قد تصيب الأطفال، حيث تختلف في شدتها وأعراضها، وقد يتحول بعضها إلى حالات مزمنة تؤثر على حياتهم من بين هذه المشكلات، تأتي الصدفية بأنواعها المختلفة، وهي حالة جلدية مزمنة تتطلب الاهتمام والعلاج المناسب في هذا المقال، سنتعرف على الصدفية عند الأطفال وأفضل طرق علاجها.
مرض الصدفية عند الأطفال؟
الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis) هي مرض جلدي مزمن يظهر على شكل بقع حمراء سميكة مغطاة بقشور بيضاء أو فضية، ويمكن أن تظهر في مناطق مختلفة من الجسم مثل الوجه، اليدين، المفاصل، وحتى الأظافر وفروة الرأس تختلف هذه البقع في الحجم من مكان لآخر، مما يجعل مظهر المرض متغيرا بين الأطفال المصابين.
تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 40% من مرضى الصدفية تظهر عليهم الأعراض قبل بلوغهم 16 عاما، بينما تبدأ الإصابة لدى 10% منهم قبل سن العاشرة.
العوامل المسببة للصدفية عند الأطفال
على الرغم من أن السبب الدقيق وراء ظهور الصدفية لدى الأطفال والبالغين لا يزال غير مفهومة بالكامل، إلا أن العامل الرئيسي الذي يساهم في ظهور المرض هو اضطراب في جهاز المناعة. يحدث خلل في جهاز المناعة، مما يؤدي إلى تفاعل خلايا المناعة مع خلايا الجسم السليمة، فيقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ.
على سبيل المثال، عندما يتعرض الشخص للعدوى الفيروسية، قد يسبب ذلك تفعيلا مفرطا لجهاز المناعة، مما يؤدي إلى مهاجمة الخلايا السليمة في الجسم عن طريق الخطأ، هذا الهجوم يسبب التهابات في مناطق مختلفة من الجلد، مما يؤدي إلى ظهور بقع حمراء ومتقشرة في هذه الحالة، تكون الصدفية نتيجة لهذا الاستجابة المناعية غير الطبيعية، تعتبر الصدفية من الأمراض المرتبطة بالمناعة الذاتية، وقد تلعب العوامل الوراثية أيضا دورا في تحفيز ظهورها.
رغم أن السبب الأساسي للمرض غير واضح تماما، هناك عدة عوامل قد تساهم في تحفيز ظهور الصدفية عند الأطفال، منها:
- الإصابات المتكررة مثل التهابات البلعوم الجرثومية أو الالتهابات الجلدية.
- إصابات الجلد المتكررة كالجروح أو لدغات الحشرات.
- التوتر والضغط النفسي.
- العوامل الجوية مثل الطقس الجاف أو شديد البرودة.
- بعض الأدوية.
أعراض الصدفية لدى الرضع
تتفاوت أعراض الصدفية عند الأطفال نظرا لاختلاف الأنماط والأشكال التي قد تظهر بها، لكن هناك مجموعة من الأعراض العامة التي يمكن أن تظهر لدى الرضع، أبرزها:
- ظهور لويحات حمراء مرتفعة عن سطح الجلد، مغطاة بطبقة قشرية بيضاء أو فضية، تسبب الحكة والألم.
- احمرار وحكة وحرقان في المناطق المحيطة باللويحات.
- احمرار في مناطق الطيات الجلدية مثل منطقة العانة ومنطقة خلف الركبة.
- جفاف وتشقق في الجلد.
- تغيرات في الأظافر، مثل سماكة الأظافر، اصفرارها، وأحيانا قد ينفصل الظفر عن مكانه بشكل تلقائي.
- تعد فروة الرأس من أكثر الأماكن شيوعا لظهور اللويحات الصدفية عند الرضع، بالإضافة إلى التغيرات التي قد تحدث في الأظافر.
أنواع الصدفية عند الأطفال
تظهر الصدفية عند الأطفال بعدة أشكال، ويعتبر اثنان منها هما الأكثر شيوعا، هناك خمسة أنواع من الصدفية التي يمكن أن تصيب الأطفال، وهذه هي الأشكال الرئيسية للمرض:
- الصدفية اللويحية: الشكل الأكثر شيوعا للصدفية، حيث تظهر بقع حمراء وسميكة ومغطاة بالقشور في مناطق مثل الركبتين والكوع وفروة الرأس.
- الصدفية النقطية: تظهر على شكل نقاط حمراء صغيرة على الجذع والظهر واليدين والقدمين، وغالبا ما تكون نتيجة لعدوى بكتيرية.
- الصدفية البثرية: يظهر هذا النوع كبثور حمراء محاطة بالجلد المتورم، خاصة على اليدين والقدمين.
- الصدفية المعكوسة: تظهر في الأماكن المكشوفة مثل تحت الإبط أو في منطقة العانة، وتتميز بالجلد الأحمر الناعم واللامع.
- الصدفية المحمرة للجلد: نوع نادر لكنه خطير، يسبب احمرارا شديدا وألما وحكة قد تؤدي إلى تقشر الجلد.
- صدفية طفح الحفاضات: تظهر عادة عند الأطفال الصغار في منطقة الحفاض، وتسبب طفحا جلديا أو بقع صدفية صغيرة.
علاج الصدفية عند الأطفال
الصدفية هي مرض مناعي ذاتي مزمن، مما يعني أنه لا يوجد علاج نهائي لها بدلا من ذلك، تركز العلاجات على تخفيف الأعراض خلال نوبات تفشي المرض وتمديد فترات الهدوء التي يمر بها، يتمثل الهدف الأساسي في تقليل شدة الأعراض ومنع حدوث نوبات جديدة، تشمل خيارات علاج الصدفية عند الأطفال ما يلي:
العلاجات الموضعية
تعتبر العلاجات الموضعية من أكثر الخيارات شيوعا، حيث يتم استخدام مراهم وكريمات تحتوي على مواد دوائية تساعد في تخفيف الأعراض من أبرز هذه المواد:
- مضادات الهيستامين.
- أنثرالين.
- قطران الفحم.
- الستيروئيدات القشرية.
العلاج بالضوء
يستخدم هذا العلاج في حالات الصدفية المنتشرة، حيث يتم تعريض الطفل لأشعة فوق بنفسجية للمساعدة في تقليل اللويحات الصدفية وعلاجها.
العلاج بالأدوية عن طريق الفم أو الحقن
في حالات الصدفية الشديدة، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية عن طريق الفم أو الحقن لتقليل الأعراض ومنع تفاقم الحالة.
ملاحظة من الطبيب
رغم أن الصدفية عند الأطفال لا يمكن شفاؤها تماما، إلا أن اتباع بعض الإرشادات وتغييرات في نمط الحياة مع الالتزام بالعلاج قد يساعد في السيطرة على المرض وتقليل تأثيراته.