الحمل خارج الرحم قد لا يظهر بأعراض واضحة في البداية، ولكن مع تطوره قد يسبب آلام ونزيف شديدة مهددًا لحياة المرأة. في هذا المقال، سنتعرف على الأعراض التي يجب الانتباه إليها، وكيفية تشخيص هذه الحالة، بالإضافة إلى المضاعفات التي قد تنتج عنها.
في البداية دعونا نضع مقارنة سريعة بين الحمل داخل الرحم (الحمل الطبيعي) والحمل خارج الرحم، الذي يعد من اخطر المضاعفات التي يمكن ان تتعرض لها الامرأة.
الحمل الطبيعي: هو حالة الحمل التي تنمو فيها البويضة المخصبة بشكل طبيعي داخل بطانة الرحم، حيث تتطور وتنمو لتكوين الجنين دون حدوث أي مضاعفات.
الحمل خارج الرحم: هو حالة خطيرة تحدث عندما تنغرس البويضة المخصبة في مكان خارج الرحم، وعادة ما تكون في قناة فالوب. هذا يعني أن الجنين لا يمكن أن ينمو بشكل طبيعي في هذا المكان، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجه.
ما هي أسباب الحمل خارج الرحم
هناك عدة أسباب وعوامل قد تؤدي الى حدوث حمل خارج الرحم من ابرزها:
- انسداد في قناتي فالوب والذي يمكن ان يحدث نتيجة التهابات سابقة أو جراحة او ربما عيب خلقي.
- التصاقات في الحوض يمكن ان تمنع تحرك البويضة المخصبة إلى الرحم.
- وجود تاريخ طبي بحدوث حمل سابق خارج الرحم يزيد من خطر تكرار الحالة.
- استخدام جهاز داخل الرحم (IUD) مثل اللولب قد يؤدي الى حدوث الحمل خارج الرحم في بعض الأحيان.
- عدة عوامل أخرى مثل التدخين، التهاب الحوض، وبعض حالات الانغراس.
أعراض الحمل خارج الرحم
غالبا ما تكون هناك اعراض واضحة تشير الى حدوث الحمل خارج الرحم والتي تتمحور حول 5 علامات شائعة تعاني منها المرأة حسب NHS والتي يكون بعضها مبكر وبعضها الاخر متأخر والتي تكون على النحو التالي:
- ألم في البطن أو الحوض: غالبًا ما يكون الألم في جانب واحد، وقد يكون خفيفًا أو شديدًا.
- نزيف مهبلي: قد يكون خفيفًا أو غزيراً، وقد يكون مصحوبًا بتجلطات.
- الدورة الشهرية المتأخرة: قد تكون علامة مبكرة للحمل، سواء كان داخل الرحم أو خارجه.
- الدوخة والإغماء: يحدث هذا بسبب فقدان الدم.
- ألم في الكتف: قد يحدث إذا انتشر الدم الناتج عن تمزق قناة فالوب إلى تجويف البطن.
كيف يتم تشخيص الحمل خارج الرحم
يتم تشخيص الحمل خارج الرحم بعدة طرق أولها، فحص الدم لقياس مستوى هرمون الحمل (hCG) حيث يكون ارتفاع معدل الهرمون ضمن المستوى الطبيعي للحمل في الحالة الطبيعية. بينما في حالة الحمل خارج الرحم يكون هرمون الحمل اقل من المستوى الطبيعي لعمر الحمل.
أيضا، يمكن للطبيب المختص ان يقوم بعمل فحص بالموجات فوق الصوتية (الترا ساوند) لتحديد موقع البويضة المخصبة وما اذا كانت داخل او خراج الرحم. وخلال ذلك يمكن للطبيب القيام بعمل فحص البدني للكشف عن أي ألم أو نزيف في منطقة البطن والحوض.
علاج الحمل خارج الرحم
العلاج الدوائي يمكن في بعض الحالات المبكرة ان يكون فعال بشكل كبير، حيث يصف الطبيب دواء لوقف نمو الحمل حيث يقوم الجسم بامتصاص بقايا الحمل بشكل تدريجي الى حين اختفائه.
لكن في معظم الحالات التي يكون فيها الحمل خارج الرحم متأخر قد يلزم تدخل جراحي من اجل إزالة الحمل وحماية صحة المرأة.
أهمية التشخيص المبكر للحمل خارج الرحم
يلعب التشخيص المبكر للحمل خارج الرحم أهمية كبيرة في الحفاظ على صحة المرأة، حيث في حال لم يتم تشخيص وعلاج المشكلة بشكل مبكر، فقد يؤدي إلى تمزق قناة فالوب ونزيف داخلي حاد، مما قد يكون مهددًا للحياة.
أيضا يساهم التشخيص المبكر في انقاذ الخصوبة لدى المرأة بحيث تكون امامها فرص مستقبلة من اجل الحمل الطبيعي.